الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة لطيفة العرفاوي: غنيت للشعب التونسي وليس لـ7 نوفمبر وجمعيـة بسمـة

نشر في  25 جوان 2014  (11:42)

 أقول لعدنان منصر: «كان عندك كوشة سكّرها وما تعطينيش خبزة»

الـثـورات العربية لم تجلـب سوى القتل والدمار والتهجير

بمجرد أن حلّت بمطار تونس قرطاج الدولي، رفعت الفنانة لطيفة العرفاوي جواز سفرها التونسي عاليا وكأننا بها تريد ان تثبت لمنتقديها انها فخورة بانتمائها الى هذا البلد وان كل ما روّج مؤخرا حول كونها تمنت ان تكون مصرية مجرد شائعات لا اساس لها من الصحة..
لطيفة العرفاوي حلت بتونس لتسجيل سهرة خاصة على القناة الوطنية الثانية ولتقديم البومها الجديد «احلى حاجة فيا».. عن هذه الزيارة وما اثارته تصريحاتها الاخيرة من جدل وعن جديدها الفني ومسائل عديدة اخرى كان لنا هذا اللقاء مع لطيفة...

ـ في البداية ما سرّ زيارة لطيفة العرفاوي الى تونس في هذه الفترة؟
لقد تلقيت دعوة رسمية من التلفزة التونسية لتسجيل حلقة خاصة من برنامج «دعوة مفتوحة» لبشير اليوسفي والتي ستبث خلال شهر رمضان، وهي فرصة لأقدّم ألبومي الجديد الذي يحمل عنوان «أحلى حاجة فيّ» والذي حقق نجاحا كبيرا واحتل المراتب الأولى في المبيعات وهو من كلمات ملاك عادل وألحان محمد عبد المنعم وتوزيع رفيق عاكف والكليب من إخراج اللبناني وليد نصيف كما ان زيارتي الى تونس ليست مرتبطة بأسباب معينة فأنا ازور بلدي باستمرار، وسأقضي شهر رمضان مع عائلتي في تونس.
ـ وماذا عن حضور الأغنية التونسية في هذا الألبوم؟
من المنتظر ان أصوّر في الايام القادمة أغنية «بحّة بحةّ» وهي من كلمات وألحان محمد الجبالي كما سأتعامل مع الفنان لطفي بوشناق في الفترة القادمة.
ـ لاحظنا ان هذه الزيارة صاحبتها هالة اعلامية كبيرة، فهل يعود السبب الى رغبة منك في تصحيح صورة لطيفة التي اهتزت لدى البعض من جمهورك؟
علاقتي جيّدة جدا مع الاعلام التونسي الذي طالما ساندني ووقف الى جانبي كما ان الاقلام الشريفة طالما احترمت مجهودي وتضحياتي وأنصفتني في كل المحن التي مررت بها ومن الطبيعي ان يستقبلني الاعلاميون بحفاوة ... ثم انا غائبة عن اجواء الاعلام وتونس منذ عامين وذلك لأن البلاد لم تكن مستقرة والامن لم يكن مستتبا، اضافة الى اني كنت منشغلة جدا العام الفارط في الاعداد لألبومي الجديد.
ـ لماذا حرمت لطيفة العرفاوي من المهرجانات الصيفية بعد 14 جانفي؟
شخصيا لم اقدم طيلة مسيرتي الفنية اي ملف الى المهرجانات الصيفية حيث كانت تصلني الدعوات من قبل وزارة الثقافة للمشاركة في المهرجانات او لاحياء حفل عيد المرأة، كما أنّه ليس لي مدير اعمال في تونس كغيري من الفنانين، انا لم اكن مستعدة في العامين الفارطين لكن مع هذا اؤكد انه لم تصلني اي دعوة من وزارة الثقافة.
ـ وماذا عن مهرجان قرطاج؟
منذ اكثر من سنة صرّح وزير الثقافة السابق مهدي مبروك ان مشاركة لطيفة العرفاوي في المهرجانات ملف تحت الدرس ويناقش، لكني اعتقد ان النقاش طال اكثر من اللزوم .. وصراحة الاهم بالنسبة لي هو ان يستمتع الجمهور التونسي ويستفيد وان يقع احترام زملائي من الفنانين ويتم منحهم المكانة التي يستحقونها، اما انا فسأكون حاضرة في عديد المهرجانات العربية والباب مازال مفتوحا لمشاركتي في مهرجانات تونسية مع العلم ان برمجتي من عدمها في مهرجان قرطاج لن تؤثر على مسيرتي الفنية ونجاحي، كما اريد ان اشير الى استغرابي من عدم برمجة سهرات للفنانات التونسيات في مهرجان قرطاج .
ـ راجت اخبار عن مشاركتك في عمل درامي خلال شهر رمضان فهل من توضيح؟
صحيح فأنا استعد للمشاركة في عمل درامي لكن ليس لهذا الموسم.. وكل ما يروج من اخبار عن مشاركتي في عمل درامي هذه السنة هو مجرد اشاعات لا اساس لها من الصحة .
ـ صرحت انك فخورة بغنائك في حفلات السابع من نوفمبر وجمعية بسمة، الا تعتبرين أنّ في تصريحك هذا اهانة الى الثورة التونسية؟
اولا الاسماء لا تعنيني بمعني اغني لجمعية بسمة او خيرية او غيرها ليس هذا هو المهم بالنسبة لي، المهم هو اني اغني للشعب التونسي وخاصة لمساعدة المحتاجين وهذا تاج اضعه على رأسي ولا اخجل منه، فتونس منحتني الكثير ولست مستعدة لرفض اي دعوة تكون اهدافها نبيلة ويستفيد منها كل محتاج، ولعلمكم انا اعلنت اني سأتبرع بكل مبيعات الألبوم الجديد في تونس الى جمعية «ناس الخير» المهتمة بشهداء الحرس والجيش الوطنيين، والتي سبق ان تبرعت لها بمبلغ قدره 20 ألف دينار على قناة نسمة، وهذا واجبي وكل ما اتمناه هو ان ينسج كل فنان تونسي على هذا المنوال ... اما بالنسبة لمن يتحدث اليوم عن غنائي في حفلات السابع من نوفمبر فلن اعيره ادنى اهتمام فهؤلاء يترصدون كل شخص ناجح .. بصفة عامة آخر همي هو ان اهتم بمن يحاربني، فأنا واجهت عديد العراقيل وحاول البعض تشويهي منذ سنة 1988 اي منذ صدور اول البوم لي «أكثر من روحي بحبك» وعانيت الكثير من اعداء النجاح واصحاب النفوس المريضة الذين لم يعجبهم نجاح مسيرتي الفنية.
ـ لـم تترد في مهاجمة رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، فهل هو ردّ فعل طبيعي من فنانة ذكر اسمها في الكتاب الاسود؟
أولا انا لم أهاجمه، ثانيا انا احترم المنصف المرزوقي كرئيس للدولة التونسية، لكن ما سائني هي الطريقة التي تحدث بها عني الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر والذي قال اني «كنت ناكل في خبزة من النظام السابق» وبالمناسبة اقول له: «كان عندك اليوم كوشة سكرها وما تعطينيش خبزة».. كما اني لم اطلب من منصر ان يحبني او يدعمني لأن خبرتي صنعتها باجتهادي وغربتي وعلمي، ولم يصنعها لي النظام السابق ولا بن علي.
اما بالنسبة للكتاب الأسود فأنا تحدثت عنه كما تحدث عنه غيري من الفنانين الذين خدموا هذه البلاد وشرفوها في المحافل الدولية ورفعوا رايتها فانا على سبيل المثال تم تكريمي في عديد التظاهرات العالمية كلطيفة التونسية وهذا شرف لي وبالتالي من العيب اهانة الفنانين من خلال اصدار مثل هذا الكتاب مع العلم اني لم اطلع عليه وانا مستعدة لاشتراء نسخة في اقرب وقت للاطلاع عليه.
ـ قلت : «الربيع العربي تحوّل الى خريف والثورات هي نكسات لم تجلب سوى القتل والدمار والتهجير»، لماذا كل هذا التشاؤم في حديثك؟
هذا هو الواقع.. هل تتابعون ما يحصل في ليبيا وسوريا وهل تدركون ان مليون ونصف ليبي مهجّر وان جنودنا ذبحوا في الشعانبي وشبابنا قتل وغرق في طريقه الى لامبادوزا وان طلبة ودكاترة لم يجدوا شغلا .. رأيي هو رأي 300 مليون عربي الذين باتوا لا يشعرون لا بالامن ولا بالاستقرار فاليوم منطقة الخليج مهددة من قبل تنظيم داعش ..لقد كنت اتمنى ان تحقق الثورات العربية نجاحها لكن هذا لم يحصل الى حدّ الآن .
ـ مازالت تصريحاتك التي اعترفت فيها بأنك كنت تتمنين ان تكوني مصرية للتصويت الى السيسي تثيرا جدلا واسعا فهل من توضيح؟
صدقا انا لا اريد النزول الى مستوى مروجي هذه الاشاعة، فانا لم اصرح بمثل هذا الكلام وكل ما في الأمر أن صحفية مصرية سألتني «لو كنت مصريّة من ستنتخبين رئيسا لمصر؟»، فأجبتها لو كنت مصريّة لانتخبت السّيسي، ثمّ سألتني ثانية هل تتمنّين المشاركة في الانتخابات؟ فأجبتها من لا يتمنّى أن يشارك في الانتخابات..
عموما ما استغربه هو ان المصريين يلقبونني بلطيفة التونسية ولو كنت اريد ان اكون مصرية لفعلت ذلك فانا اقطن في مصر منذ ما يزيد عن 27 سنة لكن هذا لم ولن يحصل لاني تونسية، في المقابل انا لا انكر فضل مصر عليّ لأني وجدت كلّ الدعم والتشجيع من قبل هذا البلد ونجاحي في العالم العربي كان بفضل مصر لكني تونسية واعتز بذلك وبمجرد وصولي الى تونس قبّلت جواز سفري التونسي الذي لن استبدله باي جواز سفر آخر .
ـ وماذا عن دعمك للسيسي؟
انا لا علاقة لي بالسياسة وكل ما استطيع قوله هو اني احترم 33 مليون مصري انتخبوا السيسي لكني لست مصرية لانتخبه.
ـ كيف تقيّمين الأوضاع السياسيّة في تونس؟
أتمنّى أن تمرّ هذه المرحلة ونصل إلى الانتخابات بسلام.

حاورتها: سناء الماجري